فصل: الصلاة والسلام على رسول الله:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فقه السنة



.الصلاة والسلام على رسول الله:

قال الله تعالى: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}.

.معنى الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم:

قال البخاري: قال أبو العالية: صلاة الله تعالى ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة الدعاء.
وقال أبو عيسى الترمذي، وروى عن سفيان الثوري وغير واحد من أهل العلم قالوا: صلاة الرب الرحمة، وصلاة الملائكة الاستغفار.
قال ابن كثير: والمقصود من هذه الآية، أن الله سبحانه وتعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملا الاعلى، بأنه يثني عليه عند الملائكة المقربين، وان الملائكة تصلي عليه، ثم أمر تعالى أهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين، العلوي والسفلي جميعا.
وقد جاء في ذلك أحاديث كثيرة، ونذكر بعضها فيما يلى.
1- روى مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا».
2- وروى الترمذي عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة» قال الترمذي: حديث حسن أي أحقهم بشفاعته واقربهم مجلسا منه.
2- وروى أبو داود باسناد صحيح عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تجعلوا قبري عيدا، وصلوا علي فان صلاتكم تبلغني حيث كنتم».
4- وروى أبو داود والنسائي عن أوس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا علي من الصلاة فيه، فان صلاتكم معروضة علي فقالوا يارسول الله وكيف تعرض صلاتنا عليك، وقد أرمت: أي: بليت؟ قال: إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الانبياء».
5- وفي سنن أبي داود عن أبي هريرة رضي الله عنه باسناد صحيح: - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مامن أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام».
6- روى الإمام أحمد عن أبي طلحة الانصاري قال: «أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما طيب النفس يرى في وجهه البشر قالوا: يا رسول الله أصبحت اليوم طيب النفس يرى في وجهك البشر قال: أجل: أتاني آت من ربي عز وجل فقال: من صلى عليك من أمتك صلاة كتب الله له بها عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، ورد عليه مثلها» قال ابن كثير: وهذا إسناد جيد.
7- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من سره أن يكال له بالمكيال الاوفى - إذا صلى علينا أهل البيت - فليقل: اللهم صل على محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد» رواه أبو داود والنسائي.
8- عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال: «يا ايها الناس اذكروا الله اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه قلت: يارسول الله إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: ما شئت قلت: الربع؟ قال: ما شئت، فان زدت فهو خير لك قلت: النصف؟ قال: ما شئت، فان زدت فهو خير لك قلت: فالثلثين؟ قال: ما شئت، فان زدت فهو خير لك قلت: أجعل لك صلاتي كلها قال: إذن تكفي همك ويغفر لك ذنبك» رواه الترمذي.

.هل تجب الصلاة والسلام عليه كلما ذكر اسمه:

ذهب إلى وجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كلما ذكر طائفة من العلماء، منهم الطحاوي والحليمي واستدلوا على ذلك بما رواه الترمذي وحسنه عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي، ورغم أنف رجل دخل عليه شهر رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له، ورغم أنف رجل ادرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة».
ولحديث أبي ذر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن أبخل الناس من ذكرت عنده فلم يصل علي».
وذهب آخرون إلى وجوب الصلاة عليه في المجلس مرة واحدة، ثم لا تجب في بقية ذلك المجلس، بل تستحب.
لحديث أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة يوم القيامة، فان شاء عذبهم، وان شاء غفر لهم» رواه الترمذي وقال: حسن.
استحباب كتابة الصلاة والسلام عليه كلما ذكر اسمه استحب العلماء الصلاة والسلام عليه - صلوات الله وسلامه عليه - كلما كتب اسمه، إلا أنه لم يرد في ذلك حديث يصح الاحتجاج به.
وذكر الخطيب البغدادي قال: رأيت بخط الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله كثيرا ما يكتب اسم النبي صلى الله عليه وسلم من غير ذكر الصلاة عليه كتابة.
قال: وبلغني أنه كان يصلي عليه لفظا.

.الجمع بين الصلاة والتسليم:

قال النووي: إذا صلى على النبي صلى الله عليه وسلم فليجمع بين الصلاة والتسليم، ولا يقتصر على احدهما فلا يقل: صلى الله عليه فقط، ولا عليه السلام فقط.

.الصلاة على الانبياء:

تستحب الصلاة على الانبياء والملائكة استقلالا وأما غير الانبياء فانه يجوز الصلاة عليهم تبعا باتفاق العلماء وقد تقدم قوله صلى الله عليه وسلم: «اللهم صل على محمد النبي وازواجه أمهات المؤمنين إلخ».
وتكره الصلاة عليهم استقلالا، فلا يقال: عمر صلى عليه وسلم.

.صيغة الصلاة والسلام عليه:

وروى مسلم عن أبي مسعود الانصاري أن بشير بن سعد قال: أمرنا الله أن نصلي عليك يارسول الله.
كيف نصلي عليك؟ قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد والسلام كما قد علمتم».
وروى ابن ماجه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: إذا صليتم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسنوا الصلاة فانكم لا تدرون لعل ذلك يعرض عليه.
قالوا له فعلمنا قال: قولوا، اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين، وإمام المتقدمين، وخاتم النبيين محمد عبدك ورسولك إمام الخير، وقائد الخير، ورسول الرحمة اللهم ابعثه مقاما يغبطه به الأولون.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد.

.ما جاء في السفر:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سافروا تصحوا، واغزوا تستغنوا» رواه أحمد، وصححه المناوي.

.الخروج لما يحبه الله:

عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من خارج يخرج من بيته إلا ببابه رايتان: راية بيد ملك، وراية بيد شيطان، فإن خرج لما يحب الله عز وجل اتبعه الملك برايته، فلم يزل تحت راية الملك، حتى يرجع إلى بيته، وإن خرج لما يسخط الله، اتبعه الشيطان برايته، فلم يزل تحت راية الشيطان، حتى يرجع إلى بيته» رواه أحمد والطبراني، وسنده جيد.

.الاستشارة والاستخارة قبل الخروج:

ينبغي للمسافر أن يستشير أهل الخير والصلاح في سفره قبل خروجه.
لقوله تعالى {وشاورهم في الأمر}.
وقوله تعالى في وصف المؤمنين: {وأمرهم شورى بينهم}.
قال قتادة: ما شاور قوم يبتغون وجه الله إلا هدوا إلى أرشد أمرهم.
وأن يستخير الله تعالى: فعند أحمد، عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من سعادة ابن آدم استخارة الله، ومن سعادة ابن آدم رضاه بما قضى الله، ومن شقوة ابن آدم تركه استخارة الله، ومن شقوة ابن آدم سخطه بما قضى الله».
قال ابن تيمية: ما ندم من استخار الخلق وشاور المخلوقين.

.وصفة الاستخارة:

أن يصلي ركعتين من غير الفريضة، ولو كانتا من السنن الراتبة، أو تحية المسجد، في أي وقت من الليل أو النهار، يقرأ فيهما بما شاء بعد الفاتحة، ثم يحمد الله ويصلي على نبيه صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو بالدعاء الذي رواه البخاري، من حديث جابر رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن يقول: «إذا هم أحدكم بالأمر، فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: اللهم إني استخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله، فاقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي، في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال - عاجل أمري وآجله - فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به» قال: ويسمي حاجته - أي يسمى حاجته عند قوله: «اللهم أن كان هذا الأمر».
ولم يصح في القراءة فيها شيء مخصوص، كما لم يصح شيء في استحباب تكرارها.
قال النووي: ينبغي أن يفعل بعد الاستخارة ما ينشرح له، فلا ينبغي أن يعتمد على انشراح كان فيه هوى قبل الاستخارة، بل ينبغي للمستخير ترك اختياره رأسا، وإلا فلا يكون مستخيرا لله، بل يكون غير صادق في طلب الخيرة، وفي التبري من العلم والقدرة، وإثباتهما لله تعالى، فإذا صدق في ذلك تبرأ من الحول والقوة، ومن اختياره لنفسه.

.استحباب السفر يوم الخميس:

روى البخاري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قلما كان يخرج، إذا أراد سفرا، إلا يوم الخميس.

.استحباب الصلاة قبل الخروج:

عن المطعم بن المقدام رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما خلف أحد عند أهله أفضل من ركعتين يركعهما عندهم حين يريد سفرا» رواه الطبراني وابن عساكر وسنده معضل، أو مرسل.

.استحباب اتخاذ الاصحاب والرفقاء:

1- روى أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما: «أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الوحدة: أن يبيت الرجل وحده، أو يسافر وحده».
2- وعن عمر بن شعيب عن أبيه عن جده: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الراكب شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثة ركب».

.استحباب توديع أهله وأقاربه وطلب الدعاء منهم ودعائه لهم:

1- روى ابن السني، وأحمد، عن أبي هريرة، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «من أراد أن يسافر فليقل لمن يخلف: أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه».
2- وروى أحمد عن عمر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله إذا استودع شيئا حفظه».
3- ويروى عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أراد أحدكم سفرا فليودع إخوانه، فإن الله تعالى جاعل في دعائهم خيرا».
4- والسنة أن يدعو الاهل والاصحاب والمودعون للمسافر بهذا الدعاء المأثور.
قال سالم: كان ابن عمر رضي الله عنهما يقول للرجل - إذا أراد سفرا - أدن مني اودعك، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يودعنا، فيقول: «استودع الله دينك، وأمانتك وخواتيم عملك».
وفي رواية: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ودع رجلا، أخذ بيده، فلا يدعها حتى يكون الرجل هو الذي يدع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويذكر الحديث المتقدم.
قال الترمذي: حسن صحيح.
- وعن أنس قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله أريد سفرا فزودني، فقال: «زودك الله التقوى» قال: زدني، قال: «وغفر ذنبك».
قال: زدني، قال: «ويسر لك الخير حيثما كنت».
قال الترمذي: حديث حسن.
6- وعن أبي هريرة، أن رجلا قال: يا رسول الله صلى إني أريد أن أسافر فأوصني، قال: «عليك بتقوى الله عز وجل، والتكبير على كل شرف» فلما ولى الرجل قال: «اللهم اطو له البعد وهون عليه السفر».
قال الترمذي: حديث حسن.

.طلب الدعاء:

من المسافر في موطن الخير: قال عمر رضي الله عنه: استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في العمرة، فأذن لي، وقال: «لا تنسنا يا أخي من دعائك» فقال: كلمة ما يسرني أن لي بها الدنيا رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

.أدعية السفر:

يستحب للمسافر أن يقول - إذا خرج من بيته: «بسم الله، توكلت على الله، ولا حول ولا قوز إلا بالله، اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل، أو أزل أو أزل، أو أظلم أو أظلم، أو أجهل أو يجهل علي» ثم يتخير من الأدعية المأثورة ما يشاء وهاك بعضها:
1- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج إلى سفر قال: «اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الاهل، اللهم إني أعوذ بك من الضبنة في السفر، والآبة في المنقلب، اللهم اطولنا الأرض، وهون علينا السفر» وإذا أراد الرجوع قال: «آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون» وإذا دخل على أهله قال: «توبا توبا لربنا أوبا، لا يغادر علينا حوبا» رواه أحمد، والطبراني، والبزار، بسند رجاله رجال الصحيح.
2- وعن عبد الله بن سرجس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج في سفر قال: «اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب والحور بعد الكور، ودعوة المظلوم، وسوء المنظر في المال والاهل».
وإذا رجع قال مثلها، إلا أنه يقول: «وسوء المنظر في الاهل والمال» فيبدأ بالاهل رواه أحمد، ومسلم.